أعلنت الولايات المتحدة تشديد إجراءاتها لمراقبة المسافرين القادمين لأراضيها من 14 دولة معظمها عربية وإسلامية بعد محاولة تفجير طائرة ركاب قبل أكثر من أسبوع, فيما أغلقت السلطات مطارا قرب نيويورك بسبب وجود ما وصفته بأنه خرق أمني.
وقال مسؤول في الإدارة الأميركية إن المسافرين القادمين من أو عبر دول معينة هي إيران والسودان وسوريا وأفغانستان والجزائر والعراق ولبنان وليبيا ونيجيريا وباكستان والسعودية والصومال واليمن -بالإضافة إلى كوبا- سيواجهون فحوصا مشددة.
وأضاف المسؤول -الذي رفض الكشف عن اسمه- أن ركاب تلك الدول سيتم تفتيشهم ذاتيا, كما ستفتش حقائب الأيدي, وقد يتجاوزون عمليات فحص متقدمة للكشف عن المتفجرات أو تصوير بالأشعة.
كما أعلنت إدارة أمن وسائل النقل وهي المسؤولة عن إجراءات أمن السفر جوا ترتيبات "الفحص المعزز", مضيفة أن أي راكب على رحلات جوية متجهة للولايات المتحدة قد يخضع لعمليات تفتيش أمني عشوائي.
أوجه قصور
وفي نفس السياق قال مسؤول كبير في البيت الأبيض أمس الأحد أن محاولة تفجير طائرة ركاب كانت متجهة إلى ديترويت في عيد الميلاد كشفت عن أوجه قصور وأخطاء أمنية، لكنه قلل من شأن الحاجة إلى إصلاح شامل للمنظومة لإحباط الهجمات.
وقال جون برينان وهو نائب مستشار الأمن القومي لشؤون مكافحة الإرهاب والأمن الداخلي، إنه لم يكن هناك "دليل دامغ واحد من شأنه أن ينبه السلطات إلى وجود مؤامرة في حادث الطائرة".
أوباما ربط بين محاول تفجير الطائرة والقاعدة (الفرنسية)
وتعرض الرئيس الأميركي باراك أوباما للانتقاد بشأن الهجوم الفاشل على الطائرة الذي يزعم أن شابا نيجيرياً تمكن خلاله من الصعود إلى الطائرة وهو يحمل متفجرات في ملابسه الداخلية.
وربطت أوباما قبل أيام بين الشاب النيجيري عمر فاروق عبد المطلب (23 عاما) وبين تنظيم القاعدة.
وقال برينان لبرنامج "هذا الأسبوع" في قناة أي بي سي الأميركية إن الحادث يشير إلى الحاجة لزيادة فاعلية منظومتيْ الأمن والمخابرات، مضيفا أن أوباما سيفعل ذلك.
لكن برينان قال "لم تكن هناك معلومة مخابرات واحدة تشير إلى أن السيد عبد المطلب كان في طريقه لتنفيذ هذا الهجوم على الطائرة".
وأضاف أن "ما كان لدينا آنذاك عندما ننظر إليه الآن هو عدة تيارات من المعلومات".
وسلطت محاولة تفجير الطائرة التابعة لشركة نورث وست التي كانت قادمة من أمستردام الضوء على اليمن، حيث يعتقد مسؤولون أميركيون أن عبد المطلب تلقى تدريبا هناك على أيدي تنظيم القاعدة.
إغلاق مطار
واشنطن نفت وجود معلومات استخباراتية عن نية عبد المطلب تفجير الطائرة (رويترز)
من جهة أخرى ذكرت إدارة أمن وسائل النقل الأميركية أنه تم إغلاق مطار نيوآرك الدولي قرب مدينة نيويورك بسبب خرق أمني.
وقال مراسل الجزيرة في نيويورك خالد داود إن المعلومات المتاحة عن الحادث قليلة.
وأشار إلى أن السلطات الأميركية تقول إن القائمين على الأمن في مطار نيوآرك الواقع على بعد 50 كلم شمال مدينة نيويورك شكوا في أن أحد الركاب لم يتم تفتيشه بالشكل المناسب، وبعدما عبر نقطة تفتيش الركاب خرج بطريقة أثارت شكوكهم واختفى بعد ذلك.
وأضاف أنه بسبب حالة التوتر القائمة في المطارات الأميركية منذ حادث طائرة ديترويت، تم إغلاق المبنى الثالث في المطار وإخراج جميع الركاب ووقف جميع الرحلات وإعادة تفتيش الركاب مرة أخرى.
وأوضح أن السلطات تقول إنه لا يوجد لديها دليل حتى الآن على عمل يشتبه في أنه إرهابي، مشيرا إلى حالة توتر شديد في المطارات الأميركية وتكثيف للإجراءات الأمنية المتبعة منذ حادث ديترويت.