سبعة آلآف عام من الحضارة والتقدم والرقي تمارس مصر خلالها واجبها في تقديم الخدمات للإنسانية جمعاء من الطب إلي الهندسة والاكتشافات بمختلف أنواعها والعلماء في شتي المجالات إلي أن جاء اليوم ليكون يوم الرياضة المصرية.
اللقب السابع لكأس الأمم الأفريقية من قلب العاصمة الأنجولية لوندا كان له مذاق خاص فقد جاء كتأكيد علي أن الرياضة في مصر لاتزال بخير وأن بطولة الأمم الأفريقية خط أحمر على كل من يقترب منها.
ولم تكتف منارة العلم بإحراز اللقب والاحتفاظ بالكأس بعد أن فازت باللقب الثالث علي التوالي، بل قدمت لنا لاعباً جديداً أزاحت عنه الستار ليكون نجم المستقبل في المرحلة القادمة -إن شاء الله- وهو محمد ناجي (جدو) ابن مدينة الاسكندرية والذي يلعب لزعيم الثغر الاتحاد السكندري الذي حصل علي لقب هداف هذه النسخة من البطولة.
انضم جدو إلي كل من الديبة ومحمود الجوهري وحسام حسن الذين كانوا هدافين للبطولات الأفريقية التي تحصلت عليها مصر ليكون حديث العالم في المرحلة القادمة.ودخل حسن شحاتة التاريخ بحصوله علي ثلاث بطولات للأمم الأفريقية متتالية كأول مصري يفعل ذلك ويبقي بالطبع رقم الجوهري محفوظا كأول مدرب يحصل علي البطولة وهو لاعب ومدرب على مر التاريخ المصري.
ولم يترك أحمد حسن الأحداث تمر دون أن يترك بصمة واضحة المعالم بحصوله على لقب أفضل لاعب في البطولة وكذلك وصوله لرقم 172 مباراة دولية ليحصل علي لقب العميد المصري كأكثر لاعب مصري اشترك في المباريات الدولية.
ويبقي محمد الدعيع حارس المنتخب السعودي حاملا للقب عميد لاعبي العالم برصيد 181 مباراة دولية وهو فخر لكل عربي لأن المهم أن يبقي اللقب عربيا.
ونال عصام الحضري الكثير من الثناء علي المستوى المميز الذي ظهر عليه وحافظ علي العرين المصري بكل قوته وحصل علي لقب أفضل حارس في البطولة.
وضمت تشكيلة منتخب أفريقيا خمسة لاعبين مصريين هم عصام الحضري ووائل جمعة وأحمد فتحي ومحمد زيدان وأحمد حسن بينما كان جدو في صفوف الاحتياط لتشكيلة أفريقيا.
وجاء الفوز ببطولة كأس الأمم الأفريقية ليزيل آثار الخروج من كأس العالم بالنسبة للمصريين بعد أن شعر المواطن المصري بغصة من أثر ذلك إلا أن التعويض جاء سريعا من منتخب الساجدين.
ومثلت البطولة حجر الزاوية للمنتخب المصري الذي حاول أن يفتح الأبواب الموصدة للتعبير عن قدرته على مواصلة مشوار الانتصارات بعد أن شككت وسائل الإعلام في قدرة منتخب الساجدين علي تحقيق ذلك.
ونجح المنتخب المصري في أن يعبر للعالم أجمع أنه يستحق التواجد في كأس العالم بعد أن فاز على أربعة منتخبات من الخمسة التي تأهلت إلي المونديال المقرر إقامته في جنوب أفريقيا.
كل ما سبق يجعل على كل مصري أن يبحث عن أفضل طريقة يحتفل بها ويبرهن أنه يحب مصر العريقة.. ويفخر بأن هذا المنتخب يرتوي يوما بعد يوم بمياه النيل .. وكل على طريقته .. ومبروك لمنتخب الساجدين.